Tuesday, September 24, 2013

عن عجينة الواطي أتحدث


همام وإيزابيلا . . . رواية أسامة غريب التي أسقط فيها مظاهر الفشل و الفساد السياسي و الإجتماعي الحادث في عصر مبارك  في ثلاثينته المشئومة علي ثلاثين سنة أخري من الفساد في كل مناحي الحياة كانت هي خاتمة ما يقرب من ستة  قرون من الحضارة إنتهت بشكل مأساوي بفعل فساد أبنائها و تكالبهم علي السلطة و المال و النفوذ. يتحرك بنا أسامة غريب من خلال قصة "همام" و عشقه "لإيزابيلا" التي حرض "المطجن البصاص" علي قتلها و ما استتبع ذلك من ملابسات دخل فيها السلطان "البيكيكي" الخائن الذي يتعاون مع ملوك أسبانيا و البرتغال ضد الممالك الأخري من المسلمين لضمان ممنوح منهم لأستمرار ملكه و توريثه لمن يخلفه من الأبناء مدعوما بقائد الشرطة "حسن المراكبي" الذي ينافسه علي رضاء السلطان زعيم البلطجية "السحلاوي" القاطن بقلعة "الشمقمق" و فتاوي الشيخ "عجينة" الملقب بين الناس بـ"عجينة الواطي" الذي يضع فتاواه في خدمة السلطان و رجال المال. عن "عجينة الواطي" في مصر هذه الأيام أتحدث.ـ
 لعجينة الواطي في مصر هذه الأيام أمثلة كثيرة لكن من أريد التركيز عليه إثنان هما الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق و الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الحالي. لماذا التركيز علي هذين "العجينتين"؟ التركيز يرجع لاعتبارين أولهما عظم المنصب الذي احتله كل منهما و غادره "جمعة" بقي فيه "الطيب" و ثانيهما فداحة الفتوي التي خرج بها كل منهما.
ـ
  
نبدأ بالشيخ علي جمعة الذي أباح سفك دم المتظاهرين و المعتصمين السلميين بدعوي أنهم "خوارج وجب قتلهم" لنري الفظائع في مقتلتي فض إعتصامي "رابعة" و "النهضة" ثم الفظائع التي شهدناها في التظاهرات التي أعقبت المقتلتين إحتجاجا علي ما حدث. هنا نجد أن "عجينة" الذي سبق و أدي التحية العسكرية لأحد الضباط وقت المجلس العسكري "علي سبيل المزاح" قد وظف مكانته كمفت سابق ليجرد الفتوي تلو الأخري لخدمة الحاكم الذي يتفق و هواه و غرضه. هذا هو "عجينة الواطي" الأول.ـ 
نختم بالشيخ أحمد الطيب الذي سوغ للإنقلاب العسكري باعتباره "أخف الضررين" و الذي مع ظهور خطأ مسعاه و اجتهاده "المزعوم" لم يرجع و يقر بالخطأ "و هذه شيمة العلماء" لكنه بعد مقتلة دار الحرس الجمهوري قال أنه "سيعتكف" و كأنه يستنكر من بعيد حتي لا تطاله يد العسكري الباطشة و كأن الإعتكاف سيغسل يده من الدم الذي أريق بعد أربعة أيام من الإنقلاب لتكون أول حلقة من حلقات "أخف الضررين". هنا نجد أن "عجينة" لم يجرد الفتاوي و إنما استغل الفرصة "السعيدة" للتخلص من د. محمد مرسي الذي لم يكن علي هواه نظرا لأنه "الطيب" شخصية تنتمي للنظام البائد فاستغل فرصة الإنقلاب ليخرج علينا بمسوغه "أخف الضررين". هذا هو "عجينة الواطي" الآخر.ـ
ما تشترك فيه عجينتي هاتان العجينتان هي أنهما إشتركا في نفس الموقف في تحريم تأثيم الخروج علي "مبارك" في حين أنهم أباحوا و رحبوا بالخروج علي "مرسي" إذا كان هذا الخروج "سلميا" و بالطبع رأينا السلمية التي اتسمت بها التظاهرات ضد مرسي من حرق للمقرات و قتل للمتظاهرين المؤيدين لمرسي. المقرف في الأمر أن "العجينتين" أدري الناس بحرمة بيع العلم لشراء المناصب و الحفاظ عليها لكن عزائي أن الإنتقام من هؤلاء سيأتي من الله قريبا ليكونوا عبرة و يحتلوا مكانهم الطبيعي في مزبلة التاريخ.ـ