Tuesday, December 1, 2009

رفاق الكلبوش

كل عام و انتم بخير, بعد أن قضيت أيام عيد الأضحي في زيارات الأقارب و التنزه في الحدائق الغناء و لأن أهل زوجتي (نعم تزوجت في اكتوبر 2008 عقبال عندكم) من أهل الاسكندرية فقد قضيت العيد هذا العام بالاسكندرية المرية ذات التراب الزعفران ولأن اجازتي تنتهي في نهاية أسبوع العيد فقد قررت انه حان الوقت للاستفادة مما تبقي من ايام الاجازة فذهبت في رحلة صغيرة مع زوجتي و طفلتنا "النونو" لأحد البنوك بمنطقة سموحة و سموحة لمن لا يعرف مثل الزمالك أو المهندسين في القاهرة.ـ
المهم وصلنا سموحة بسلام و بدأت رحلة البحث عن "ركنة" و لأنني مغامر طبعا و لأني أحب المخالفة و مع أن الشارع كان خاو علي عروشه الا أني ركنت في الممنوع "اخص" لكن عيون الشرطة الساهرة استطاعت أن توقع بي او بالأحري بالعجلة اليسري الامامية لسيارتي بكلبش أو كلبوش برتقالي لطيف فوجدت اثنين مجندين من امن البنك أقسما لي أنهما ظلا يبحثان عمن سيارته "مؤقتة جيزة" فلم يرد احد لكنهما أرشداني عن مكتب المرور لدفع الغرامة أو فالأنتظر حتي يظهر الونش لدفع الغرامة فعزمت أمري و قررت أن أذهب ألي المكتب و بينما أنا واقف وجدت من يسألني عن كيفية التخلص من هذا الكلبش فقلت له أن دفع الغرامة في المكتب أو الانتظار بجوار السيارة حتي يأتي الونش لدفع الغرامة و فك الكلبش فعقد عزمه "مثلي تماما" فعبرنا الشارع بعد أن أخبرت زوجتي و أخبر رفيقي والده برحلتنا المزمع خوضها و أشرنا لسيارة أجرة و ذهبنا الي المكتب بعد أن أخبرنا سائق التاكسي بمكان المكتب, وصلنا المكتب فوجدنا أمين شرطة جالس و "منجعص" فأخبره رفيق الكلبش بسبب مقدمنا السعيد لمكتبهم العامر "اللهي . . ." فسألنا عن لون الكلبش فأخبرناه انه برتقالي فقام بالاتصال و طلب عسكري لفك الكلبش و هنا يكون أمين الشرطة قد قام بالواجب و زيادة و بالطبع لم ينسي أن يسحب رخص القيادة و تسيير السيارة لكل منا لاجبارنا علي العودة لدفع قيمة الغرامة بعد فك الكلبش و بينما نحن منتظرين اذا بنا نجد ضحية أخري "سائق سيارة أغذية" جاء لنفس السبب ثم اخر و تكررت نفس الأسئلة و تم سحب التراخيص منهما ثم انضما الي نادي "رفاق الكلبوش" في انتظار العسكري.ـ

هناك المواقف أوثر فيها الصمت الذهبي الجميل, كان وجودي بمكتب المرور ذلك من هذه المواقف حيث لم أضمن إلي أين يمكن أن تقودني أعصابي إن افلتت لكن يبدو أن باقي الرفاق واثقون من أعصابهم فبدأ رفيقي الأول الكلام: ليه كلبش ما دام المخالفة حتتحصل كده كده في التجديد؟ فرد اخر ساخرا: ازاي يعني لازم يربيك. هنا قام الأمين بعمل مداخلة لطيفة مضيفا: عشان متعملهاش تاني. نظرت له و لم أعلق. ثم اختتم أحد الرفاق الحديث قائلا: أنا كنت في أمريكا 3 شهور و كنت حزين فعلا و انا راجع. هنا وصل العسكري كأبطال الروايات.ـ

أشرنا لأول سيارةأجرة فتوقفت و كأن الأمر معتاد في هذا المكان من الشارع أن يشير مجموعة من "الأفندية" سيارة أجرة وقفت السيارة فركبنا مسرعين و كان توزيعنا ظريف جدا -أنا و اخر بجوار السائق و ثلاثة مع العسكري في الخلف- كان المنظر جدير بصورة. اللطيف كان الاضافة الت أضافها جاري الفوقي -الفوق حجري- قائلا: والله عيب أنا أستاذ جامعة. فقلت له مواسيا: معلش هانت خلاص.ـ

وصلنا أول سيارة فنزل صاحبها و تم الفك بنجاح و توالت عمليات الفك حتي وصلت إلي سيارتي و بعد الفك ركبت سيارتي فنظرت الي زوجتي و ابنتي في افتقاد و تحركت بسيارتي مسرعا لدفع قيمة الغرامة و استرداد رخصتي و في طريقي إلي المكتب المنشود رأيت رفيقي الأول أثناء فك كلبشه فأشرت له أنني نقدت سائق الأجرة أجرته و لوحت له عالما أنني سأفتقد رفاق الكلبش.ـ

ملحوظة:-ـ
ا-الشرطة هم حماة الوطن بالداخل و الموضوع لا يقصد منه أي اساءة لأي منهم.ـ
ا-الإلتزام بالقانون لا يأتي برفع قيم الغرامات أو الامعان في تعذيب المواطنين بالروتين و ارهاق أناس كل ذنبهم هو
رفقة مخالف, مطلوب قانون قوي منطقي يطبق علي الجميع بعد أن نسهل سبل الالتزام فيكون المخالف جديرا بحق بعقاب صارم و إلا فسيتحول مطبقي القانون الي جباة بعد أن كانوا حماة.ـ