Wednesday, September 29, 2010

الأخيار و أهل الجنة

الفتنة الطائفية ذلك المصطلح الذي يصف دائما أحداثا مؤسفة داخل شعب عرف عنه أنه هضم كل الثقافات كما أمكنه فرض ثقافته علي محتليه قبل ضيوفه و اليوم لا أعرف ماذا حدث لكن كل ما أعرفه أننا لم نكن كذلك و هنا أود أن أفرق بين أن تكون هناك أحداث فتنة عابرة نتيجة لسلوك أحمق و بين أن تكون القلوب مفتونة بكراهية طائفية حمقاء. من المعروف أن المصريين شعب يعلي قيمة الدين فوق أي قيمة و منها جاءت قيم العيب و الحياء و قيم حب الوطن و لو ترفقت الحياة بالمصريين أكثر لعلت قيم حب العمل و الضمير اليقظ لأقل خطأ أو فساد يهدد صالح الوطن لكن أن يتحول إعلاء قيمة الدين إلي أحداث هي نتيجة لأغراض في نفوس ضعيفة و جهل في عقول خاوية, فنجد بعض المسيحيين يتظاهرون عند الكنيسة للمطالبة بحق ما و أن يدعو بعض المسلمين إلي مقاطعة المسيحيين بدعوي أنهم يناصبون المسلمين العداء. هذه هي الفتنة التي لعن الله من أيقظها فمن يوقظ الفتنة يوقظها ليبدد طاقات الوطن في التدمير و ليقوض كل عمل يمكن أن ينهض به.ـ
هنا يجب أن يتحرك العقلاء أو الأخيار (كما أحب أن أسميهم) من الطرفين ليس فقط لتهدئة الموقف و إنما لتعريف الجميع بتاريخنا فيجب أن يعرف كل مسلم يعيش علي أرض هذا الوطن أنه لو أمعن في البحث فسيجد له جد مسيحي أسلم أحد أو كل أبنائه ليأتي للدنيا مسلم و يعرف كل مسيحي أن أجداده المصريين المسيحيين رحبوا بالفتح الإسلامي الذي أعتقهم من إضطهاد الرومان الوثنيين و أن من بقي منهم علي دينه فقد بقي بدون أن يخاف علي نفسه أو ماله أو عرضه. فلا معني لأن يشعر المصري بالمؤامرة من الداخل علي يد مصري آخر و لا أن يشعر بالإضطهاد علي يد مصري آخر فلو كانت هناك مؤامرة فهي علينا جميعا و بالطبع لا داعي لأن أقول أن الإضطهاد واقع علينا جميعا.ـ

تعالوا نحب مصر, تعالوا نفيق من غفلتنا هذه و نلتفت للمتآمر الحقيقي و من يضطهدنا فعلا, دعونا نلتفت لصالح هذا الوطن "لقمة العيش الحقيقية" فنكن من الأخيار و و لندع إختلاف العقائد و الحساب لله تعالي ليدخل من يشاء برحمته الجنة.ــ
ملحوظة:-ـ
ـ الأقباط هم المصريين فالقبطي ليس من يدين بالمسيحية و إنما من يتجنس بالمصرية فأنا مسلم قبطي و صديقي مسيحي قبطي.ـ