Sunday, February 6, 2011

صباح الخير يا مصر . . . ورد الجناين

لا يوجد كلام يصف ما يعتمل في صدري. كل ما يمكن أن يقال لن يعبر عما يجب أن يوجه إلي أرواح الشهداء.ـ
عاشت مصر بدمائكم الطاهرة و ما نستطيع أن نفعله هو أن نضمن ألا تضيع دمائكم سدي.ـ
لكم الرحمة و لنا الصبر و السلوان.ـ

Wednesday, February 2, 2011

صباح الخير يا مصر . . . المستسهلين و مرضي إستوكهولم أفيقوا يرحمكم الله



بعد أن سادت حالة الغياب الأمني و أصوات الرصاص البعيد التي كانت تتردد بين المساكن خرج السكان في كل أحياء مصر السكنية فخرجت مع من خرج و تكونت اللجان الشعبية لحماية الأمن بالأحياء و تعرفت علي الكثير من جيراني, مهندسين و أساتذة جامعيين و موظفين و محامين وأصحاب اعمال حرة. خليط لطيف لكن ما لم يكن لطيف هو الكلام الذي سمعته. كان اليوم الأول عبارة عن تعارف و حالة عامة من التوتر و التحفز لأي خطر محتمل و كل خبر أو شائعة تتردد و نسارع برد الفعل لنكتشف أن ما ورد مجرد إنذار كاذب لنعود إلي وقفتنا ثانية لنتجاذب أطراف الحديث الذي كان يتلخص في إدراكنا لما يقوم به النظام الآن من عقاب للمصريين و بعضنا وأنا منهم ظللنا ننعت النظام و القائمين عليه بالخيانة تارة و الخسة و النذالة تارة, كان هذا في اليوم الأول.ـ

بعد أن حصل الثوار في القاهرة علي الميدان بعد هزيمة الشرطة النكراء بعد المواجهات قام الإعلام المصري الرسمي بواجبه المعتاد من تشويه للحقيقة مسلطين كاميراتهم علي كورنيش النيل أمام مبني الإذاعة و التليفزيون مدعين أن الأعداد المتواجدة في التحرير في تناقص و يا سلام علي المتطوعين لخدمة النظام من قال أن المتواجدين بالميدان يتقاضون أموالا باليورو و يحصلون يوميا علي وجبة كنتاكي و آخر قال أن المعتصمين بالميدان يتعاطون المخدرات و يمارسون علاقات جنسية كاملة. المؤسف أن كل كلمة قيلت في يوم كان الأخوة رفاق اللجنة مؤكدين موضوع الكنتاكي و كيف أن هؤلاء المعتصمين قد باعوا الوطن من أجل وجبة كنتاكي و حينما ضحكت من هذا الكلام الساذج المغرض بسذاجة مفرطة و للأسف هؤلاء المقتنسعين المصدقين ليسوا بالجهلة إطلاقا و إنما "و هذا تفسيري للحالة"" أنها حالة من الإستسهال و "ترييح الدماغ" التي نجح النظام "المريح" أن ينشرها في نفوس الكثيريين, ما جعلني أتأكد من صحة هذا التفسير يوم آخر حينما قابلتهم و هم يقولون أن فتاة ظهرت علي قناة المحور مموهة الصورة و الصوت مدعية أنها أخذت دورات تدريبية في إشعال الفتن و إثارة الفوضي و قلب أنظمة الحكم و أن هذه الدورات كانت تحت إشراف رجال من الموساد و أن الدورة كانت منعقدة في الولايات المتحدة و أن قيادات من الإخوان المسلمين كانوا من المشاركين لتلقي هذه الدورات, كان الرفاق في هذا اليوم في حالة من التحسر علي أجهزة الأمن التي لم تعرف عن هذا شيئا و أن مصر قد خانها أولادها و غيره من الكلام الذي لم أصدق أن هؤلاء "المريحين" يقولونه بهذه السهولة و هذا الإقتناع بينما أقول انها لابد لعبة من الاعيب النظام القذر لتشويه سمعة المعتصمين لتحريض غير العارفين بالحقيقة للخروج و صرفهم او للتأثير علي معنويات المعتصمين و هو ما يعرف بالحرب النفسية و للأسف لا حياة لمن تنادي و كأنني أؤذن في مالطة وبعدما أعياني الجدال أنقذني نداء عن وجود إطلاق نار عشوائي إتضح أنه إنذار غير صحيح و إنتهت نوبة الحراسة الخاصة بي مع هؤلاء المريحيين الذين أستثني منهم واحدا فقط كان من المفكرين.ـ


في اليوم التالي ذهبت إلي ميدان التحرير و كم شعرت أني متأخر كثيرا لكنني كنت سعيدا أنني كنت علي حق ليس بحسن الظن بهؤلاء الثوار فقط و إنما اليقين بأن هذا الشعب لا يعدم الأخيار مهما أوهمنا الأغبياء بأننا إنتهينا و قضيت وقتا لن أنساه و غبطت المعتصمين علي هذا الجو المصري الأصيل ثم عدت فوجدت رفاق اللجنة مازالوا في موقعهم المعتاد في وسط المنطقة العاشرة بالحي الحادي عشر فجلست معهم لأعرف إن كان هناك أخبار جديدة و عندما عرفوا أنني كنت في ميدان التحرير سألوني عن الناس في الميدان فحكيت لهم عما رأيت و قد كان ذلك يوم الثلاثاء و بينما أنا أحكي عرفنا أن مبارك يلقي خطابه الثاني علينا فاستمعنا إليه في مذياع سيارة أحدنا و قد كان كما سمعناه خطاب القوي و المستعطف مع أنني لم أشعر بأي تعاطف معه حتي شككت أنني مجرد من الإحساس في حين تعاطف باقي الرفاق مع مبارك و رأوا فيما قال من الرغبة في إكمال المسيرة و الخروج بكرامة واعدا بالإصلاح في هذه الفترة و أعلن الجميع أن الأزمة قد انتهت و البعض جنح لمهاجمة المعتصمين حتي أن عم "س" "أحد كبار الرفاق" أن بقاء المعتصمين في الميدان بعد ذلك نوع من الجحود و إن قرر مبارك أن يفتح عليهم النار فهو غير ملوم بأي شكل و من أي أحد فنظرت له متعجبا و لم أستطع الرد من هول الفكرة و لأنني أعلنت أنني غير مقتنع بخطاب مبارك معللا ذلك بأنه لم يلتزم بأي وعد قد وعده في تاريخه و حينما سألني عم "س" متحديا عما وعد به و لم يفي و لأن السؤال كان مفاجئا لم أتذكر أي مثال علي كثرتها فرددت عليه ببساطة: الأمثلة كثيرة لكنني لا أتذكر الآن أحدها فقال لي شامتا: "لما تفتكرإبقي قوللي" فنظرت له و لم أعلق و بعد دقائق نظرت له ثم إقتربت منه فقد كان جالسا و قلت له: علي فكرة مبارك وعد إنه مش حيزود عن فترتين و قعد معانا 30 سنة فنظر لي مبتسما إبتسامة صفراء و لم يرد.ـ

إستأذنت و قد إرتفع ضغط دمي من هذه الطريقة في التفكير, مجرد كلام و وعود و إنقلب الناس علي أعقابهم يا نهار أسود أستغفر الله العظيم.ـ

اليوم التالي كان يوم الأربعاء الأسود حيث شهد موقعة الجمل و رصاص القناصة ليعرف المصريون مع من يتعاملون. بالطبع الجميع أدان ما حدث لكن مازالت الرغبة في رجوع المعتصمين قائمة لكن هذه المرة لأنها فتنة و أجد من يأتي من منطقة بعيدة ليحاضرنا عن وجوب الإبتعاد عن الفتنة و الحديث عن درأ المفاسد و تحريم الخروج علي الحاكم. بعد أن تعبت من الجدال قلت في سري لا حول ولا قوة إلا بالله ثم أضفت إلي قناعتي أن هؤلاء الرفاق في دفاعهم عن مبارك ليسوا فقط من المستسهلين بل هم مرضي بمتلازمة إستوكهولم و يحتاجون إلي بعض الجلسات مع الدكتور عكاشة و الدكتور الرخاوي!ـ

معلومة طبية:-ـ

متلازمة ستوكهولم هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف .
أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في
ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين هناك في عام 1973 و اتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، و قاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم. ـ

ما الذي يسبب هذه الحالة؟
عندما تكون الضحية تحت ضغط نفسي كبير، فأن نفسه تبدأ لا إرادياً بصنع آلية نفسية للدفاع عن النفس، و ذلك من خلال الاطمئنان للجاني، خاصة إذا أبدى الجاني حركة تنم عن الحنان أو الاهتمام حتى لو كانت صغيرة جداً فإن الضحية يقوم بتضخيمها و تبدو له كالشيء الكبير جداً. و في بعض الأحيان يفكر الضحية في خطورة إنقاذه، و أنه من الممكن أن يتأذى إذا حاول أحد مساعدته أو إنقاذه، لذا يتعلق بالجاني. تظهر هذه الحالات كذلك في حالات العنف أو الاستغلال الداخلي، و هي حالات العنف أو الاستغلال: (عاطفي، جسدي، جنسي) التي تحدث داخل العائلة الواحدة، خاصةً عندما يكون الضحايا أطفال، يلاحظ أن الأطفال يتعلقون بالجناة بحكم قرابتهم منهم و في الكثير من الأحيان لا يريدون أن يشيروا بأصابع الاتهام إليهم. ـ