Friday, May 3, 2013

الشعب يريد تطبيق الشريعة علي شعب آخر

كما قد يعرف البعض فأنا أعيش في إحدي المدن الجديدة و بالتالي فقد اعتدت حياة الهدوء و السلاسة في الحركة المرورية لذا كنت كمن يمر عبر إحدي العوالم الجحيمية الإغريقية الطويلة حينما وجدت نفسي أحاول الخروج من ضاحية العجمي  في نقطة مختنقة للغاية, هناك في القاهرة كل الشوارع مختنقة لذا هالني أن أري هذا الإختناق في ضاحية سكندرية و لأنني لم أعرف سبب هذا الإختناق و لم أفاجأ حينما اكتشفت سير رتل من السيارات يسير عكس الاتجاه لكن ما هالني "للمرة الثانية" أنني وجدت في بداية الرتل سيارتين نقل ثقيل بالطبع أخذت أسب و ألعن السائقين الأوغاد و من علي شاكلتهم "في نفسي" فقد كان معي والدي, ما زاد الطين بلة أن جاءت سيارة أجرة "تكسر" الطريق أمامي لأري عبارة "إلا رسول الله" الحماسية علي زجاج السيارة الخلفي فتعجبت من مفهوم التدين عند سائق هذه السيارة و تذكرت الشعار الذي يتردد بمناسبة و بدون مناسبة الذي يتلخص في أن "الشعب المصري شعب متدين بطبعه". حسنا من يمكنه أن يري أن الشعب المصري شعب متدين بطبعه؟ هو شعب طيب . . . يجوز أو ظريف . . . ممكن أو مضياف أو ودود لكن متدين؟ لا أعتقد لا لم يعد كذلك يجوز كان في الماضي و إلا لماذا لا أجدنا دولة متفوقة في أي شئ أو دولة ذات شوارع نظيفة أو حتي دولة ذات مستوي معيشي لائق للمواطن المصري عامة لأننا ببساطة فقدنا تديننا و أصبحنا شعبا علمانيا و يريد تطبيق الشريعة و هو لا يعرف معني تطبيق الشريعة و يلعن أي إنسان يطلق عليه علمانيا. ببساطة ما نعيشه اليوم علمانية مكتسبة من سنوات كست نفوسنا بأتربة التخلف و الجهل بفعل الاستبداد الستيني الذي حولنا من بشر نعيش و نفكر إلي بشر نعيش و نريح عقولنا فنحن لنا من يفكر عنا و يعرف أكثر و أفضل و أصبح كل منا يفكر لمن هم أصغر منه في العمل و المدرسة و الجامعة و بالتالي أصبحنا نريح عقولنا حتي عن التفكير في حل لمشاكلنا التي أخذت تنمو أكثر حتي تضخمت و تفاقمت وبالطبع لم يسلم الدين في النفوس فأصبح التدين مرتبط بإقامة الشعائر و كفي و هكذا أصبح الدين في المسجد و الكنيسة فقط أي "علمانية" و أصبح من يطلق لحيته شيخا و من قرأ كلمتين في كتاب هنا أو هناك "لا تقليل من شأن الاجتهاد" بدون تلقي العلم من يد عالم حقيقي, فنجد من يخرج علينا يصرخ و يسب و يشعل القنوات الفضائية بكلمات تثير الجدل في المجتمع و النفوس و قد تثير فتنة في المجتمع لوقت طويل و كل هذا بجهل أصحاب هذه الكلمات و كسل الذين وجدوا في هذه الكلمات نصرا دينيا سهلا حيث لا يقدرون علي بذل مجهود و لو قليل للإتيان بنصر حقيقي للدين و للوطن و بالتالي لم يعد لتطبيق الدين مكان و الحديث عن مقاصد الشريعة مثيرا لشكوك التفريط و نشر الإنحلال و هكذا أصبحنا علمانيين لا نطيق العلمانية و نريد تطبيق الشريعة و نحن لا نفكر حتي في تطبيقها بأنفسنا علي أنفسنا و إلا لماذا نري السيارات تسير عكس الاتجاه في الطرق السريعة و الرئيسية, ألا يعد هذا تعريض النفس و الآخرين للتهلكة. أين النظافة من حياتنا, أين الإيجابية, أين العمل التطوعي, أين الذوق و الأخلاق في الشارع و كل القيم التي نجدها في ديننا الحنيف. أخشي أن يظن أحدكم يا من تقرأون هذه السطور أني أحكم علي المصريين أو أن أصفهم بالسوء لكنني أشعر بالخسارة علي مصر التي يجب أن تكون في مصاف العالم الأول بعد أن رأيت المصريين بالفعل متحضرين بفعل تدين حقيقي في 18 يوم في العراء.ـ

حكاية حدثت بالفعل (والله):ـ
كنت عند البقال أشتري بعض مستلزمات للمنزل فوجدت بعض الناس يتكلمون عن الإخوان المسلمين و الرئيس محمد مرسي سلبا و إيجابا فدخلت في الحديث موضحا بوجوب الالتزام باللعبة الديموقراطية أي إفساح المجال لفرصة عادلة حتي تكون المحاسبة عادلة و بينما أنا في وسط الحديث وجدت شابا لطيفا يقول: احنا عايزين مرسي عشان حيطبق شرع الله "شوف أنا بقول و هو بيقول إيه" فنظرت ثم سألته و هو ينظر في مجلة كانت معه: هل تعرف معني تطبيق الشريعة؟ فنظر لي كالناظر لمن ينكر وجود الشمس في الظهيرة مغلقا المجلة: يعني الستات متلبسش استرتش. اللطيف في الأمر أن الشاب كان يتصفح مجلة الموعد الفنية "العريقة" و هو يرد علي سؤالي السخيف. و الله بعقد الهاء هذا حدث, ماذا نستفيد من هذه الحكاية؟ أن تطبيق الشريعة مطلب غير معروف الكنه عند كثيرين من المطالبين به و حتي نفهم مضمون هذا المطلب يجب تطبيق الشريعة بحق في حياتنا.ـ