Monday, March 29, 2010

الحناجر والخناجر



هل هذه هي نهاية الكفاح المشترك بين مصر و الجزائر؟ لا حول و لا قوة إلا بالله.ـ

جلست أفكر فيما حدث فوجدت أن تطور الموضوع كالتالي: دائرة ثم كرة ثم كرة قدم ثم حب كرة قدم ثم حب فريق كرة معين ثم تطرف في حب هذا الفريق ثم تعصب ثم ارادة عدوانية ثم مصيبة ثم ضحايا. كان هذا هو التسلسل غير الطبيعي لما حدث من أحداث مؤسفة في أم درمان بالسودان علي هامش مباراة مصر و الجزائر لتتحول الأحداث الهامشية إلي أحداث عنف مؤسفة أصبحت محور إهتمام وكالات الأنباء والقنوات الفضائية وقبل ذلك كانت قد تناقلت وسائل الإعلام أنباء عن الإعتداء علي حافلة الفريق الجزائري بالقاهرة و الذي اتضح للأسف بعد ذلك أن ما وصف بأكاذيب الجزائريين حدث فعلا و للأسف أيضا بعض الأقوال تؤكد أن ما حدث كان بإيعاذ من أحد أعضاء إتحاد كرة القدم المصري و لكن دعنا من هذا الآن فالحساب وقته سيحين إن عاجلا أو آجلا ما لفت نظري كانت بعض الأشياء التي أعتقد أن البعض قد لاحظها أيضا:-ـ

إ- إضفاء هذا القدر من الأهمية علي حدث هو أولا و أخيرا مجرد حدث رياضي الغرض الأساسي منه التقريب من الشعوب فأصبح حدث مصيري و مسألة حياة أو موت و أصبحت وسائل الإعلام وقود لنار تتأجج داخل نفوس الجماهير فتارة أسمع في إحدي الإذاعات في مصر أغان حماسية كانت في الأساس تذاع لرفع الروح المعنوية و إشعال الحماس في نفوس المحاربين كما طالعتنا الصحافة الجزائرية بعناويين مليئة بعدوانية مبالغ فيها تجاه المصريين مما يبرز حجم الجرم الذي ارتكبته وسائل الإعلام.ـ

أ-أن يتحول الجمهور المصري والجزائري اللذان طالما حاربا معا مستعمرا إحتلهما وأذلهما إعتقادا منه أنهم أقل شأنا منه لكنه ما أدرك أن بقاءه مستحيلا فآثر الإنسحاب بعد معاناة أذاقها له شعب مكافح و الذي يأتي اليوم ليثبت أن ما قام به أجداده من نضال قد نسي و لم يعد ملتف حول أي قضية غير تصفيات كأس العالم و كرة القدم فأصبح الفعل من جنس الدافع من تلاسن و تبادل السباب بين وسائل الإعلام المصرية و الجزائرية ليتحول حدث رياضي إلي أزمة سياسية بين بلدين عربيين نسعي الآن لرأب الصدع بينهما, يا لها من مسخرة.ـ

ا-كم الأموال المنفقة بسفه لتسفير بعثة مشجعين من الشخصيات العامة من مصر و الطائرات العسكرية القادمة من الجزائر و هل يمكن أن نتساءل عن دافع الفاتورة السؤال الذي يقودنا إلي وجوب معرفة الشعوب العربية لمصارف أموالها كما تفعل الدول التي تحترم شعوبها فهل هناك ما هو أهم من لقمة العيش حتي نهتم بها بعد أن فقدنا كل ما هو قيم عند البشر في ظل نظام (الله أعلم به) و لم يبقي لنا إلا لقمة العيش فهل يعقل أن نظل منقادين كالمغيبين في اتجاه التافه من الأمور عن أن نلتفت إلي الأهم إلا في الأوقات التي لا نري كرة القدم أمام أعيننا .ـ

هذه هي الأشياء التي جالت بخاطري و أنا أتابع الأحداث المنصرمة بحزن شديد حيث تحول حدث جميل محرك أبطاله هو الحناجر إلي أحداث عنيفة قبيحة أبرز ما فيها كانت الخناجر.ـ

ملحوظة:-ـ

ا- أنا لا أتابع كرة القدم لكن علي حد علمي أن المنتخب المصري لم يصل للمونديال إلا مرتين في تاريخ المونديال و في الأخيرة إكتشفنا أن الرياضة غالب و ممثل مشرف فلا أعرف سببا لهذا التهافت الغريب علي المونديال.ـ

ا- قمت بكتابة هذا الموضوع منذ فترة و لم أنشره إلا اليوم فلا أعرف ما ستسفر عنه تصفيات الأدوار الأولي لكنني لن أنسي أن أدعو للشقيق الجزائري بالتوفيق.ـ