Saturday, March 16, 2013

برامج المواهب و الحيوان المنوي





بالطبع نظرا لحالة الإكتئاب العام التي تمر بها البلاد نتيجة للتخبط العام فالرغبة في كتابة موضوع طويل أصبحت في أدني مستوياتها و بالرغم من ذلك فحالة الإحتقان و الإختناق مما أراه حولي من ظواهر غريبة في بلادنا المتعثرة مازال يدفعني دفعا للتعليق عليها لذلك فأنا لابد أن أقول بضع كلمات حتي لا "أطرشق من جنابي" فالظاهرة التي نتحدث عنها أنه وسط ما تشهده مصر و الشعوب العربية من تعثر في العبور للاستقرار نجد برامج المواهب تطالعنا التنويهات عنها ليل نهار لاستقطاب المزيد المشاهدين و بالتالي المزيد من المعلنين, الطريف أن أعداد المتسابقين المتقدمين يمكن أن تناهز أعداد المشاهدين من حيث العدد حيث نجد أعدادا مهولة في كل دولة, نعم في كل دولة ففعاليات التصفيات الأولي تتم في عدد من الدول العربية فيمكن أن نتخيل لو في كل مدينة عربية آلاف المتقدمين في عدد أربع أو خمس مدن عربية نجد أننا نتكلم عن عدد يقترب من أو يزيد عن نصف المليون متقدم و كل ذلك بالطبع يقع علي عاتق لجنة التحكيم "الغلابة" الذين يتحملون العدد الكبير من المتقدمين الذين بطبيعة الحال لابد و أن فيهم الموهوب و الموهوم فنجد الموهوب "من وجهة نظر الحكام" يحصل علي صك النجاة للمرحلة التالية و بالطبع الموهوم يأخذ "اللي فيه النصيب" يبدأها "الرخم بتاع الحكام" من تهكم و كلام قاسي للمتقدم لإضحاك المشاهد لاستجلاب المزيد من الإعلانات و كل ذلك علي حساب الموهوم أو حتي المتظرف. دع عنك كل ما سبق, الأخنق و "الأفقع" من كل ما تقدم أن كل هؤلاء المتقدمين سيتم اختيار منهم "واحد فقط" و إن كنت أري من الأوقع إختيار عشرة أو حتي خمسة من كل بلد لتبنيهم فنيا أو ماديا أو أي شئ لكن أن يكون الهدف هو إختيار واحد فقط ليحصل علي النعيم المقدم شبكة القنوات الفلانية و شركة الإنتاج العلانية فنحن بصدد مشاهدة تصفيات لاختيار "حيوان منوي" و كأننا نشاهد "ناشيونال جيوجرافيك" نعم كما تري أن المتقدمين يسيرون في رحلة لوصول الحيوان المنوي الأجدر مع الفارق هو أن البويضة "الحكام" هي التي تختار علي حسب مزاج و تقييم السادة الحكام أي بدون معايير موضوعية لذلك أتوجه بكلمة  لكل متقدم "إسمح لي أكون رخم زي الرخم إياه": لا تتقدم لشئ الحكم فيه غير مقيد بمعايير غير مزاج و ذوق إنسان آخر و أن يكون الأمر ذو أهمية لبلادك ليس لحلم نجومية أناني وثراء فاحش في أوطان في أمس الحاجة لكل عقل يطرح إبداعه من خلال برامج حقيقية تسهم في تقدمها و ليس برامج سفيهة تستعرض شباب يائس لا يجد الملاذ من الواقع المؤلم إلا في حلم نجومية هش لذلك أحب أن أقول في الختام. أعزائي المتقدمين حتي تفكروا بشكل بناء أنتم محض حيوانات منوية و للسادة الحكام أنتم دائما و أبدا "بويضة" ـ

ملحوظة: الإخوة الموهوبين, لا تذهب لبرنامج من ضمن آلاف ليكتشفك أو لا أمام الملايين إنما يمكن أن تبحث عن فرصة لتقدم موهبتك, هكذا أستر و أوفر في الوقت و المال لبلادنا.ـ