Thursday, April 24, 2008

الأهيف


كنت دائما أسأل نفسي لما يسمي البعض الجنيه المصري "الأهيف" خاصة في الفترات القديمة حيث لاحظت هذا الموضوع في الأفلام المصرية القديمة حين يتكلم احدهم عن اخر حاسدا اياه "دا يحتكمله علي ميت اهيف" مع العلم أن هذا "الأهيف" كانفي ذلك الوقت أغلي من الجنيه الذهب الانجليزي في هذه الفترات, فهل كان المصريون يتنبأون بمستقبل الجنيه المصري و ما سيؤول اليه من حالة تصعب علي الكافر" أم أن المصري كان مع قوة الجنيه لم يكن يجده فأخذ يسبه ناعتا اياه بالهيافة ام ماذا.ـ
ما أعرفه حقيقة هو أن "الأهيف" أضحي أهيف من ذي قبل بكثير حيث لا توجد تنمية في بلادنا و ذلك ليس بسبب الحروب التي مرت بمصر كما قد يتعلل البعض فكما ترون ألمانيا و قد أصبحت من الدول الصناعية الكبري بعد أن كادت تفلس بشرا لا أمولا فقط, نعم كادت المانيا أن تصبح جناحا في متاحف التاريخ الطبيعي لكنها قامت من الهزيمة و الافلاس لتصبح قوة يشيد بها اعدائها قبل ان يشيد بها ابنائها الذين كانوا السبب في هذه القوة برغبة في التنمية و ارادة للبناء و لا تنسوا نزاهة الادارة عن أي مطامع.ـ

من الممكن أن يكون السبب هو العبء السكاني كما يردد البعض وراء أحدهم معللا سبب فشله "الربع قرني" فلينظر عميان القلب و البصيرة الي الصين "النمر القادم" و الذي لا اشيد بأي شيء فيه أكثر مما أشيد بسرعة جريان عجلة التنمية فيه و النهضة الاقتصادية المخيفة, البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 1.25 مليار نسمة (الدولة الاكثر سكانا في العالم) و الذي للحق لا أعرف عن عملتهم غير اسمها (يوان) لكنني متأكد أن التنمية في هذا البلد هدف تحققه يوما بعد يوم و بالطبع هذا الهدف يكون علي حساب سذاجة دول مازالت تعيش في ذكريات و اوهام الريادة التي كانت.ـ

كما رأينا دولة تسعي و لا تركن الي ما كانت عليه و دولة تري في يدها موارد بشرية (فم و يدان عاملتان) لا عوائق بشرية (فم و يدان مغلولتان)هذه دول تعرف ان التنمية و التطور يجب ان يوجد في بيئة صحية من الاصلاح فإذا وجد للفساد يد وجد للاصلاح سيف تبترها حيث وجدت و هذا هو الحال في اي بلد يحترم نفسه و يحترم مواطنيه فيري الجميع الفساد يزج به في السجون و لا يرقي في المجالس الوزارية و البرلمانية.ـ

يا الله دائما ما استطرد, نعود للأهيف (لا مؤاخذة) الذي نري من مظاهر هيافته ان يترك للهاربين ان يعبوا منه عبا قبل رحلة الهروب المباركة التي يقوم بها كل منهم.ـ
ايضا من مظاهر هيافته ان يقف احدهم في مجلس الشعب فيتكلم عن المليار جنيه باستهتار فيقول: "انها سبعة مليارات و ليس مائة مليار, اذن لما هذه الأزمة اذن؟"

المهم أن الأهيف أصبح يا ولداه عملة مسكينة لا يكفي لشراء رغيف خبز يؤكل (حددت "يؤكل" لأن الرخيص لا يؤكل فعلا) في بلد يملك من الموارد الطبيعية الكثير و البشرية الكثير و الانسانية (اثار و معالم و تاريخ و ادب و فن) الكثير لكن للاسف اصبحنا كمن معه شبكة للصيد فلم يفعل بها أي شيء غير تقييد نفسه بها.ـ

أخيرا أعود و أكررفأقول أن هذا "الأهيف" كان من العملات القوية عالميا و عربيا حتي و هو يوصف بالأهيف حتي أنه كان للأشقاء في سلطنة عمان أغنية اسمها "وجهك جنيه مصري ما أقدر أشتريه". أرأيتم أن الجنيه حينما كان يسمي في بلده بالأهيف "و لم يكن بالأهيف والله" كان الاخرين يرونه حلم بعيد المنال عن اليد القصيرة.ـ
ملحوظة: هذه الكلمة مجرد بحث في اصل كلمة الأهيف, حتي لا يعتقد أحد أنها كلمة نقدية. و عموما اللي يعتقد يضرب دماغه في الحيط و اللي عنده معلومة عن موضوع الاهيف يا ريت يعرفني في التعليقات. شكرا.ـ

Wednesday, April 9, 2008

عدي النهار

موال النهار, اغنية العندليب ذات البداية الحزينة والوسط و النهاية الثائرين و التي لا أعرف إن كان قد غناها بعد النكسة ام قبلها. أشعرني جو هذه الأغنية بمقدمتها الموسيقية الحزينة بحال الوطن فشعرت ان حال الوطن اصبح كحال "بداية" الاغنية, حزين بل و يدعو للبكاء ايضا. مصر التي كانت و لم تعد كما كانت أو كما قال أحدهم "شكلها كده خربت", فماذا حدث؟

لا يهم ما حدث فقد قتل الباحثون و المثقفون و الاعلاميون و الادباء وكل فئات المجتمع هذا الموضوع بحثا "حتي حوكم بعضهم علي جريمة القتل هذه". ما يهم حقا كيف سيعود النهار, الموقف حاليا يمكن تشبيهه بسحابة سوداء احالت نهار مصر الي ليل بهيم لا قمر فيه علي الرغم من وجود شمس "نعرف انها موجودة و لا نشعر بها" لنعيش ليل وراءه ليل شاعرين أن النهار قد عدي و انتهي.ـ
من هنا جاء اسم المدونة "عدي النهار" و التي ارجو ان تصبح موضوعاتها (ذات طابع الخواطر و الفضفضة) يوما ما ذكريات اقرأها لأتذكر اياما بعيدة كان الجميع فيها موقن بأنه لا أمل و أنه قد عدي النهار.ـ